إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

..متاريسيا كافيه ..




كل عام وأنتم بخير ..

في أجواء الرياض الجميلة فقط في أيام العيد، فالشوارع خالية والحركة خفيفة ..والمشاوير أصبحت قريبة ويسيرة وسهلة.. ساقني قدر الله لأذهب إلى متاريسيا كافيه .. في شارع التحيلة .. محمد بن سعود .. ومن الصدفة ان اسم الشارع الرسمي والعُرفي متطابق في الرياض وجدة .. وهوية وشكل الشارع هي نفسها تماماً.. فأريد به أن يصبح شارع عصري .. متقدم ملئ بالحياة والحضارة .. ولكنه اصبح مَجمع لأشباه الرجال .. واستعراض بالسيارات والقصات والرقصات .. ومؤشر واضح وصريح .. للفوضى وإنسياب الأمن .. فتجد أن السيارات متلاصقات ومتراكمات يوقفن الطريق .. لأجل مشاهدة فتاة طعشية** كاشفة لوجهها .. ولشئ من خصل شعرها .. وهي تقلب الـبي بي ..غير آبه بما يدور حولها.
 لا يهم كل ذلك .. كنت أسوق سيارتي .. وأستمع للثناء والمديح لـ متاريسيا كافيه .. فواحدة تذكر بأنه الفريد من نوعه وأخرى تقول بأنه فاق الرقي بأسره .. فهو يمنع دخول الأطفال لغلاء وثراء التحف والزينه التي يحويها .. وأخرى زادت بل يريدون أن يصنعوا جو رومانسي هادئ وحالم .. يُفسده الأطفال الأبرياء .. كنت اسمع كلامهم وعقلي مشغول في رسم الصورة الخيالية .. جزمت وقتها أني ذاهب لجنة الدنيا ..ما هي إلا دقائق وسيارتي تقف تماماً عند المدخل .. نزلت وتقدمت الكل .. كأي شاب سعودي يعج بالرجولة.. حارت عيني في تحديد جنس من استقبلني .. فالشعر طويل وسايح .. وعليه من الجل ما عليه .. والبشرة صافية زاهية ..مليئة بالمكياج تلمع مع الأضواء .. رحب بي بعبارات رقيقة جداً وكأنه العذراء في خدرها .. ثم أمر بالعامل .. أن يسوقنا حتى توقف عند طاولة صغيرة بأربعة كراسي .. تقع في المنتصف.. والناس يدورون ويجولون كأنهم يطوفون حولنا ..أحسست كأني واقف في منتصف دوار كبير مزدحم ..هل يُعقل أن نجلس ونأكل هنا؟ أين الهدوء والأماكن الحالمة؟ والأجواء الرومانسية؟
فوق .. فوق في الدور العلوي الأجواء مختلفة تماماً .. آتى الرد بسرعة البرق.. ذهبت لذلك المائع وقالي لي "تفضل تفضل ولو تكرم عينك" صعدنا الدرج الدائري .. كأنه حلزون .. ربما هو أجمل ما فيه الكافيه .. واذا بي اشاهد جميع النسوة .. فهو كاشف لتلك الحواجز او البارتشين .. ظهر لي أن النساء يدركن ذلك ولا يبالين .. فالوجوه مليئه بالصبغات والشعر سائح كأبهى ما يكون .. وربما أظهرت شئ من تفاصيل جسمها غضضت طرفي عنه .. اخذنا العامل لغرفة خاصة.. شعرت وهو يقولها بشئ من الخصوصية اللذيذة المحببة لمجتمعنا ..لكن المفاجئة .. انه اجلسنا في غرفة صغيرة جداً .. أربعة كراسي متلاصقة .. الحواجز شفاشفة كاشفة لما خلفها .. السقف قريب جداً كانه سيسقط .. الزخرفة رخيصة ومزعجة ومليئة بالألوان المتناقضة .. الغرفة بأكلمها أصغر من دورة المياة أجلكم الله .. أعطانا قائمة الطلبات عصائر .. حلويات مختلفة .. انواع من القهوة .. كلها غربية أجنبية مستوردة .. فالقهوة العربية عار او ربما تخلف لا يليق بهذا "التقدم و التحضر" .. الأسعار مبالغ فيها .. مره في العمر قصدي (الأسبوع!) ما تضر .. يستاهل الغلا .. فالمكان فائق ورائق.. هكذا اتى الرد .. آثرت للنسوة إختيار الأطباق فهن أعرف وأبخص .. وبدأت أقلب عيني في من حولي .. كنت محاصر بين أربعة جلسات صغيرة .. والحواجز تكشف كل شئ .. جميع النساء كاشفات .. ضاحكات بأصوات عالية .. يدخل العامل ويخرج ولا تعدل من غطائها .. ولكن جزء من رجل سعودي يمر واذا بها تختفي بأكملها تحت العباءة السوداء .. هناك في الزاوية البعيدة .. فتيات صغيرات يرقصن ويغنين لعيد ميلاد إحداهن.. ثم نادت العامل ليلتقط بعض الصور .. لم يوقف سرحي ومرحي إلا صوت العامل .. يستأذن ليدخل ويضع أربعة ملاعق طويلة .. كانهن مغارف .. ورأس الملعقة صغيرة كحبة زيتون .. ستايل ستايل انت وش عرفك؟ أتت بعدها الطلبات تباعاً .. فالمشروبات اولاً ثم المأكولات .. انشغلت وقتها كثيراً ولم الاحظ شئ  حتى آتى الحساب .. واذا به يفوق حساب "عربية" كبيرة مليئة بالإحتياجات الأساسية والترفيهية .. وقائمة ما لذ وطاب .. من العثيم أو السدحان أو حتى بندة.

في الختام

كل عام وترفيهكم بخير 



*: تقال متاريسيا لتخفيف ولتتناسب مع العصر ..وهي بالأصل مطاريسيا .. من مطرس يمطرس مطرستن .. اي حاقه حوقان.
** طعشية: مشتقة من اخوات اربعطش وخمطعش وستطعش .. وطعشية تعني عمرها بين 13-19 والله أعلم.